المدرسة الإلكترونية واقع ننتظره

دفع التطور الهائل في المعلومات، والانفجار الثقافي والمعرفي، الذي يشهده العالم في وقتنا الحاضر، التعليم إلى أن يأخذ منحنى جديدًا تجاوباً مع هذه التطورات، فأخذت كثير من الجهات التعليمية (حكومية وخاصة) النظم الرقمية أو الإلكترونية عبر إيجاد فصول أو مدارس بذلك النظام، ومن هذه الإفرازات خـرج علينا مصطلــح "المدرسة الإلكترونية" (Electronic School) واختصـارها(E-School).


ويمكن أن يستفيد المخططون من ميل وتعلق أغلب الجيل الحالي من ( 6- 18سنة) بأجهزة الكمبيوتر وما في حكمها من برمجيات وألعاب إلكترونية، وذكاء وسباق وغيرها، حيث نستطيع أن نحور أو نربط جزءاً من مناهجنا كالرياضيات والعلوم والجغرافيا والتاريخ إلى دروس وألعاب تعتمد على الذكاء وعلى الفهم والتطبيق والتركيب والتحليل والتقويم، وعلى سرعة البديهة والابتكار والإبداع، وقد نستطيع جمع ما تقدم في مدرسة تحت مسمى المدرسة الإلكترونية أو مدرسة المستقبل وهي خيارنا الجديد في التعليم. ولكي نبسط الفكرة ونقرب بعض الأفكار إلى ذهن القارئ نضرب مثلاً بمقرر الجغرافيا حيث يسمع المتعلم عن عدد من المدن الداخلية والساحلية ويسمع عن الأنهار والجبال وقممها والهضاب والحدود، ولكنه لا يتصورها التصور الأمثل، وعبر الفصل الإلكتروني يستطيع المعلم أن يطلب من جميع الطلاب توقيع هذه المدن على الخرائط الإلكترونية، ورسم الأنهار، ووضع الحدود وتلوينها، ثم البحث في الروابط عن صور لها، أو أفلام ومعلومات أخرى تقربه من هذه المفاهيم, وفي مقرر التاريخ يستطيع الطلاب تتبع الغزوات والرحلات، والاطلاع على نفائس المسلمين، وفي مقرر اللغة العربية يستطيع الطلاب الاطلاع على عدد من القطع واستخراج القواعد النحوية منها، وإعراب ما تحته خط، وإكمال الأبيات وكتابة نص مع تصحيحه من قبل الكمبيوتر، وبمتابعة من قبل المعلمين، وكذلك في اللغة الإنجليزية حيث كتابة المرادفات والعكس وغيرها، وفي مقرر العلوم يمكن إجراء التجارب وكذلك في الرياضيات وباقي المواد.


كل هذه المعطيات السابقة تعطي مؤشراً لتقبل الطلاب ذلك النوع من التعليم؛ ودافعاً لتجربة جديرة بالتطبيق والدعم والملاحظة، وربما تكون نقلة تعليمية نوعية في هذا البلد الكريم.


ظهور المدرسة الإلكترونية :( E-School )
أصبح الكمبيوتر وما يتضمنه من تطبيقات متنوعة جزءاً أساسياً من مكونات الحياة المعاصرة، نظراً لتداخله في جميع مجالات اجتهادات البشر، وتمكّنه من تغيير أوجه الحياة في أزمنة قياسية. وتُعد شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت) إحدى التطبيقات المهمة للكمبيوتر، والتي تطورت بشكل سريع في الآونة الأخيرة؛ بحيث أصبحت كتاباً مفتوحاً للعالم أجـمع ، غنية بمصادر المعلومات، وأُزيلت بسببها الحواجز الطبيعية وغير الطبيعية بين كافة الدول، ومن ثمَّ تحوَّل العالم إلى قرية صغيرة، وكان ذلك أحد أسباب ظهور العولمة. وقد أدت المعلوماتية بتراكمها المتواصل السريع إلى الانفجار المعرفي الهائل، ولولا وجود الكمبيوتر والإنترنت لما تمكَّن البشر من الإلمام بالمعارف المتفجرة أو حتى تخزينها في عقولهم أو في صفحات الكتب مهما تضخمت هذه الكتب وتعددت تلك العقول.


وبات الأثر الفعَّال للإنترنت واضحاً في مجال العملية التعليمية ، فمن الآثار الإيجابية لتكنولـوجيا المعلومات والإنترنت في التعليم تحسـين عمليتي التعليم والتعلم من خلال الاستفـادة من المصـادر التعليمية التعلُّية المنتشرة عبر الإنترنت، والمقـررات المُصممـة تصميمـاً ينـاسب العمليـة التعليمية. وقد أدى ذلك إلى ظهور التعلم من بعد باستخدام الإنترنت، والجامعات الافتراضية(Virtual University) ، أيضاً ظهرت المدارس الافتراضية (Virtual School) أو الفصول الافتراضية(Virtual classrooms)، والتي كان من نتاجها ظهور ما يُطلق علية المدرسة الإلكترونية(E-School) . ولكن ينبغي الأخذ في الاعتبار أن إدخال الإنترنت إلى الفصل مباشرة يُعد نقلة نوعية قد لا يكون المجتمع التعليمي مهيئاً لها في الوقت الحاضر ،نظراً لوجود بعض المُعوقات التي قد تحول دون تحقيق أهداف التعليم كالافتقاد إلى اللغة ونوعية المواد وغيرها ، كذلك فإن التغيير المفاجئ قد ينتج عنه بعض الآثار غير المتوقعة . وفي المقابل فإن الإحجام عن التفكير أو السعي لمثل هذا التطوير قد يُضيع على المجتمع فرصة مواكبة متطلبات العصر الراهن. لذا فإن المدرسة الإلكترونيـة قد تكون الخطوة الأولى للإفادة من الإنترنت في التعليم، حيث إنه من المهم والضروري أن يتدرب الطلاب في بيئة الإنترنت الفعَّالة داخل فصل تعليمي إلكتروني. لقد كانت فكرة المدرسة الإلكترونية حلماً يراود الكثيرين من المهتمين بقضايا تطوير التعليم؛ للتغلب على مشكلاته التقليدية كزيادة أعداد المتعلمين، والقصور في معالجة الفروق الفردية بينهم ، وانخفاض أعداد المعلمين المؤهلين أكاديمياً وتربوياً، فقد كانت فكرة المدرسة الإلكترونية الشغل الشاغل بالنسبة لكل مهتم بالعملية التعليمية وتطويرها في ضوء متطلبات التدفق التكنولوجي من منسق تكنولوجي، وأعضـاء مجلس إدارة المدرسـة، والمسئولون عن دمج التكنولوجيا داخل الفصل. وأصبحت تلك الفكرة حقيقة مع ظهور شبكة الإنترنت واقتحامها مجال التعليم وما ترتب عليها من تعلم من بعد، وظهور الكتب الإلكترونية، والدوريات، وقواعد البيانات، والموسوعات، والمواقـع التعليميـة والاتصـال غير المباشـــر عن طريــق البريد الإلكتروني والبريد الصوتي، والتخاطب بالصوت والصورة كالمؤتمرات المرئية من خلال الإنترنت . ومنذ أن بدأ التفكير في استخدام شبكة الإنترنت في التعليم، تعددت تطبيقاتها في هذا المجال سواءً داخل المؤسسات التعليمية أو خارجها، وقد بدأت شبكة الإنترنت أخذ مكاناً متميزاً بين المؤسسات التعليمية كوسيط تعليمي وباعتبارها من أكبر الموسوعات التعليمية التي عرفها التاريخ، ولكونها أداة للشرح والتوضيح ووسيلة لنقل الأفكار وتبادل التجارب، فهي بمثابة النمط المتميز للتفاعل المباشر مع العالم الخارجي. ومن ثمَّ فقد ازدادت المواقع التعليمية على الإنترنت في الآونة الأخيرة، بحيث باتت تمثل أحد البنود المهمة في خطط وسياسات التعليم، ومع تطور شبكة الإنترنت وانتشارها عالمياً أصبحت أداة رئيسة لحفظ المعلومات، ومن خلالها تم تحـويل التعليـم من تقليدي إلى تعليم فردي. وهذا يُعد أحد الغايات المهمة للتربية والتي ينادي التربويون بتحقيقهـا، وعـلاوة على ذلك فإن شبكة الإنترنت تؤدي دوراً مهمـا وفعَّالاً في التعليـم والتدريـب من بعد مما يوفِّـر الوقـت ويُغنِي عن الأمـاكن والتجهيـزات المتنوعة.


مفهوم المدرسة الإلكترونية (E-School):
تمثل المدرسة الإلكترونية إحدى التطبيقات الحديثة للتعلم المبني على الإنترنت، وهي عبارة عن غرفة إلكترونية تشتمل على اتصالات أو أماكن خاصة يتواجد فيها المتعلمون، ويرتبطون مع بعضهم بعضاً ومع المحاضر عن طريق الإنترنت. وقد يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى أن المدرسة الإلكترونية عبارة عن بيئة للتعلم من بعد باستخدام الكمبيوتر، ولكنها مفهوم أعم وأشمل من ذلك فهي مدرسة في الفضاء الإلكتروني ترتكز على أسس علمية سليمة في مجال العملية التعليمية، ويكثر فيها التفاعل الإيجابي المباشر أو غير المباشر بين المعلم والمتعلم. وفيها يتم إرسال الدروس والمحاضرات إلى مسافات بعيدة حيث يجتمع الطلاب في مكان واحد أو أماكن متفرقة حول الدرس والمعلم، ومن خلال الوسائل المتنوعة والمؤتمرات المرئية يستمتع الطلاب بالتعلم .


فقد يتم التعلم من بعد عن طريق نقل الملفات أو الإرسال والاستقبال للمعلومات من خلال البريد الإلكتروني، بينما تتسم المدرسة الإلكترونية بالتفاعلية بين المتعلم والمعلم من خلال المناقشة الآنية والحوار المباشر، لذلك فالتعلم التفاعلي هو السائد في مجال تلك المدرسة. ومن الممكن أن تتم هذه الأنشطة المتنوعة من خلال الدمج بين الصوت والصورة، والمؤثرات اللونية والحركية المتنوعة داخل قاعة تدريسية مجهزة بأجهزة كمبيوتر تُستخدم لهذا الغرض. وتقوم فكرة المدرسة الإلكترونية على إيجاد موقع تعليمي إلكتروني مرتبط بالإنترنت يخدم قطاع التعليم، ويتوافر فيه مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية يمكن الاستفادة منها. وتقوم المدرسة الإلكترونية بمهمة الاتصال المستمر بين مختلف فئات القطاع التعليمي عن طريق البريد الإلكتروني، وربط المدارس بالطلاب حتى ولو كانوا بعيدين عن فترات الدراسة الفعلية، ومن خلالها يمكن الاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين. فالمدرسة الإلكترونية ترفع شعار إمكانية التعلم في أي وقت، وفي أي مكان ،وبأي أسلوب، وبأي سرعة .


مستويات التعلم الإلكتروني في المدرسة الإلكترونية :
وللتعلـم الإلكتروني مـن خـلال المدرســة الإلكترونيـة أربعـة مستـويات رئيسـة هي: ·


■المستوى الأول: منتديات البريد الإلكتروني، وهذا المستوى ييسِّر الاتصال التعليمي بين مجموعة صغيرة من الطلاب، ويفيد البريد الإلكتروني في تبادل المعرفة والآراء بين هؤلاء الطلاب .
■ المستوى الثاني: الشبكات المحلية ( الإنترانت ) (LAN) ، وفي هذا المستوى يسهل إجراء الحوار والمناقشات على المستوى المحلي . ·
■المسـتوى الثالث: التدريب التفاعلي من خلال الإنترنت ، ويتميز هذا المستوى بالمحاكاة (Simulation) وبالرسومات الجاذبة للانتباه ، كما أن التعلم في ضوء هذا المستوى يتم بأقل التكاليف . ·
■المستوى الرابع: التعلم التفاعلي الفوري من خلال الإنترنت ، ويتم فيه الاهتمام بالمؤثرات الصوتية واستخدام أجهزة الفيديو ، وما زال هذا المستوى في حيِّز التطوير . ولا يقتصر التعلم الإلكترونى على المدارس وإنما تعداها إلى الجامعات ، بل كان السبق للجامعات في هذا المجال حيث ظهرت الجامعات الإلكترونية (Electronic Universities) ، وهي عبارة عن مجموعة من الكليات والجامعات ترسل بعض المقررات الدراسية عن طريق الإنترنت، ويمكن لأعضاء هيئة التدريس أن يتحاوروا مع طلابهم عن طريق البريد الإلكتروني، والمحادثة عبر الكمبيوتر .
ويمكن للطلاب الحصول على درجتي البكالوريوس والليسانس عبر الجامعة الإلكترونية. كما يمكن استخدام المكتبة الإلكترونية (Electronic Library) عبر الكمبيوتر. وينتشر خلال هذا الأسلوب التعليم التفاعلي من بعد المعتمد على التكنولوجيا، ولا تؤثر فيه المسافات مهما بعدت، وتتقلص فيه مشكلات متطلبات التعليم التقليدي كضرورة وجود أماكن لتدريس الطلاب، أوتوفير الجامعات والمعاهد، أو مقاعد الطـلاب ومعاملهـم وتجهيـزات تلك المعامـل، أو ضـرورة توفـير عـدد مناسب من أعضاء هيئة التدريس، أو تحديد أوقات كافية للتدريس والتعلم .


الإنترنت والمدرسة الإلكترونية:
تُعد شبكة الإنترنت وما صاحبها من أساليب التعلم من بعد السبب الرئيس لظهور المدرسة الإلكترونية منذ كانت فكرة.


وللإنترنت في المدرسة الإلكترونية عدة خدمات رئيسة هى:


أ – البريد الإلكتروني والمدرسة الإلكترونية: يُعد البريد الإلكتروني أحد وسائل تبادل الرسائل بين المعلم والمتعلم من خلال المدرسة الإلكترونية ، والتي تتم بسرعة وكفاءة عالية لا تُقارن بالأساليب التقليدية لإرسال الرسائل وتلقي ردودها، والإرسال من خلال البريد الإلكتروني وسيلة اتصال سهلة كالاتصال بالتليفون، إلا أن الاتصال الأخير لا يستلزم شخص آخر يتواجد في نفس الوقت لالتقاط المحادثة ثم الرد. ويمكن وضع كم كبير من المعلومات والاستفسارات خلال تلك الوسيلة، ويمكن للشخص المستقبل الرد في الوقت الملائم .


و يمكن توظيف البريد الإلكتروني في المدرسة الإلكترونية في كلٍ من المجالات التعليمية والتعليمية المتنوعة من خلال ما يلى:


1- تحديد عنوان بريدي لكل متعلم للاتصال به في شتى جوانب العملية التعليمية، أيضاً تبيان الأنشطة التي يمكن أن يشارك فيها داخل المدرسة.


2- الاتصال بأولياء الأمور لمناقشتهم في أمور متنوعة تخص أبنائهم، بالإضافة إلى إرسال نتائج التقويم المستمر بشكل دوري لولي الأمر حتى يتمكن من المتابعة المستمرة للمتعلم.


3- يمكن عن طريق البريد الإلكتروني تبادل النماذج الإلكترونية بين المؤسسات التعليمية والحكومية لإنجاز مهام كل من المعلمين والمتعلمين بدقة ومرونة .


4- التواصل الفعَّال بين مختلف المدارس والإدارات المدرسية المتنوعة وبين وزارة التربية والتعليم لتبادل الآراء حول المشكلات التي تواجه العمليـة التعليمية مما يؤدي إلى السرعة في إيجاد حلول لتلك المشكلات .


5- تبادل الرسائل الإلكترونية مع الجامعات داخل الدولة وخارجها للاستفادة من خبراتها في مجال العملية التعليمية .


ب – خدمة تبادل الملفات والمدرسة الإلكترونية: تُعد خدمة تبادل الملفات بين أجهزة الكمبيوتر المتنوعة من الخدمات الأساسية في المدرسة الإلكترونية ، ومن الملفات التي يمكن تبادلها: النصوص(texts) ، الصور(pictures) ، والبرمجيات التعليمية المتنوعة (Instructional Programs) ، ويستطيع أي مُستخدِم أن ينقل إلى جهازه الملف الذي يحتاجه من أي مكان في العالم خلال دقائق محدودة .


ويتوقف الوقت الذي يستغرقه نقل الملف من مركز المعلومات الذي يتبعه إلى الكمبيوتر عبر الإنترنت على حجم الملف حيث بزيادة الحجم يزداد الوقت اللازم لاستقباله ، أيضاً يتوقف على كفاءة وسرعة خط التليفون، فخطوط التليفون السيئة تؤثر سلبياً على الوقت، بالإضافة إلى سرعة جهاز الكمبيوتر ومواصفات ملحقاته تؤثر أيضا على وقت نقل الملف.ويُعد بروتوكول نقل الملفات من خدمات الإنترنت شائعة الاستخدام والتي يمكن الاستفادة منها في العملية التعليمية، خاصةً في مجال نقل البرمجيات التعليمية المنشورة في مختلف المواد الدراسية، ونقل المقررات المنشورة. وقد تم تطوير تلك الخدمة بمعرفة مجموعة من العلماء كوسيلة لتبادل الملفات علي مختلف أنواعها فيما بينهم.


و من أهم الملفات التي يمكن تبادلها بين المدارس الإلكترونية والإدارات التعليمية ما يلى:


1- الملفات المتعلقة بالامتحانات والأنشطة المدرسية المتنوعة .


2- تقارير المعلمين والتي يمكن الاحتفاظ بها على هيئة ملفات إلكترونية لمعرفة أحوال المعلمين من قِبَل الإدارة التعليمية ووزارة التربية والتعليم.


3- ملفات خاصة ببيانات المتعلمين الشخصية والصحية والدراسية.


جـ - الدخول من بعد والمدرسة الإلكترونية: تتيح تلك الخدمة لأي مشترك الاتصال بالإنترنت وتنفيذ برامجه من خلالها، أيضاً الوصول مباشرة إلى قواعـد البيانات المتاحـة مـن خـلال أجهـزة الكمبيوتر، ومـن خلال برنامج (Telnet) يسهُل الربط بين أجهزة الكمبيوتر علـى الإنترنت والإفـادة مـن المعلومـات المُخـزنة فيهـا.


هذا بالإضافة إلى أن برنامج (Telnet) يؤَّمن الوصول المباشر إلى مختلف خدمات الكمبيوتر، وخصوصاً إذا كانت تلك الخدمات لا تتوافر في جهاز المُستخدم ، فمثلاً عندما يقوم بعض مواطني البلاد الإلكترونية بتصميم برمجيات ونشرها نشراً حراً، فإن برنامج (Telnet) يسمح بالوصول إليها واستعمالها كما لو كانت على جهازه.


ومن أمثلة التطبيقات العديدة لخدمة الدخول عن بعد خلال المدرسة الإلكترونية :


■ـ تواصل الآباء مع المدارس من خلال الاتصال بموقع المدرسة وتسجيل ملاحظاتهم سواءً كانت إيجابية أم سلبية وإرسالها للمدرسة عير الإنترنت بشكل مستمر.
■ـ يمكن للمتعلم المتغيب عن المدرسة معرفة واجباته المدرسية عند الاتصال بموقع المدرسة.
■ـ دخول الإداريين كلٍ من موقعه لتعرُّف بعض الملفات الإدارية للمعلمين بالمدرسة، والاطلاع على تقارير المعلمين .
■ـ تمكّن أولياء الأمور من الحصول على نتائج أبنائهم في أي مكان بالعالم من خلال الاتصـال بمـوقع المدارس د– المؤتمرات المدرسية الإلكترونية(E-School Conferences): من خلال المدرسة الإلكترونية يمكن توظيف الإنترنت في الاتصال الفعَّال بالمؤتمرات المسموعة والمرئية ، والاتصال المستمر من قِبَل أعضاء المدارس الإلكترونية لحضور تلك المؤتمرات بغرض معرفة أهم ما توصَّل إليه العلم في الجانب الإداري أو المجال التعليمي، وتحتاج عملية عقد المؤتمرات عبر الإنترنت لبعض الأدوات والمكونات البسيطة كلوحة التقاط بيانات الفيديو والتي تسمح الحصول على أي صورة يتم التقاطها بكاميرا فيديو وترجمتها إلى بيانات رقمية، بالإضافة إلى كارت صـوت للتمكن من المحادثات الصوتية. ومن البرامج اللازمة لعقد مؤتمرات الفيــــديو عبر الإنترنت Cu-SeeMe ويمكن تحميل هذا البرنامج عبر الموقع: http://cu-seeme.cornell.edu/
هـ - المكتبات الإلكترونية (E- Libraries): ومن الخدمات الأساسية للإنترنت ظهور المكتبات الإلكترونية(Electronic Libraries) ، وما تحتويه من معرفة ومعلومات في شتى المجالات، والتي لها أثرها الفعَّال في المدرسة الإلكترونية من خلال إثراء العملية التعليمية لجميع الطلاب بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية ، بالإضافة إلي تمكن المعلمين من استخدام هذه النوعية من المكتبات لتدعيم دورهم في المدارس الإلكترونية .


إن الكثير من المكتبات العالمية، وفي ضوء ظهور الإنترنت، أصبحت تشارك في عدة بنوك معلومات عامة ومتخصصة ، كما أنها شرعت في إنشاء شبكات محلية (LAN) تربط بين عدة محطات تشغيل في أماكن متقاربة، وأخرى واسعة (WAN) للربط بين بنوك المعلومات المتواجدة على مسافات متباعدة، وتوفِّر للمستفيدين إمكانات الاتصال المباشر وغير المباشر بدلاً من تكديس المجلدات والمعاناة في حفظها أو صيانتها.


ونتيجة لذلك فإنه من الواضح أن بناء المجموعات سيشهد تغيراً كبيراً في عدة مجالات منها تعدد الأوعية في المكتبات كماً وشكلاً، والاختيار والتزويد سيُبنى على المتعلم ، كما إن الاستلام سيتم في ثوانٍ معدودة بواسطة الاتصال المباشر، وبناء المجموعات سيصبح عبارة عن الاشتراك في بنك المعلومات أكثر من شراء المطبوعات. وعندما انتشرت الإنترنت، وكثر استخدامها في العملية التعليمية، نشأت المكتبات الإلكترونية التي اختفـت فيهـا المبـاني الواسعـة، وبدأت الرفـوف تضمحـل في ذاكـرة الكمبيوتر وتغيب فيها.


ولذلك ينبغي أن تقوم الهيئة العامة للكتاب ودار الكتب المصرية ومكتبات الجامعة، ومراكز البحوث وغيرها في كافة الدول العربية بالاستعداد لاستخدام هذه الثورة التكنولوجية في مجال العلم والتعليم وإدارة المكتبات.


مميزات المدرسة الإلكترونية :
من خلال العرض السابق للمدرسة الإلكترونية، تبيَّن أنها تؤثر إيجابياً على تعلم الطلاب لشتى المقررات الدراسية وتزيد من دافعيتهم للتعلم، وتدعم مفهوم التعلم الذاتي لديهم فالمدرسة الإلكترونية تُعد عاملاً مهماً من العوامل التي تنمي الإبداع لدى كل من المعلم والمتعلم ، فهي بمثابة أداة دافعة بطريقة ديناميكية تعمل على تنمية الاحتراف في التعليم ، وكلما مارس المعلم استخدام المدرسة الإلكترونية في التدريس طوال فترة خدمته كلما زاد نموه المهني التدريسي، أي أن لها تأثيرها الإيجابي على أساليب تعليم المعلمين أنفسهم من حيث تنويع تلك الأساليب، وتدعيم تطورهم المهني ومعاونتهم على إيجاد الحلول الإدارية الملائمة داخل الفصول الدراسية .


وتتميز المدرسة الإلكترونية عموماً بما يلي:


· البحث عن المعلومات من خلال المدرسة الإلكترونية وما تتضمنه من وسائل للتحري يوفر جواً من المتعة أكثر من أساليب البحث من خلال الكتب، نظراً لتضمنها مؤثرات صوتية وحركية ولونية. · توفَّر خيارات تعليميـة تعلُّمية عديدة لكل من المعلم والمتعلم لما فيها من تنويع في المعلومات والإمكانات . · المعلومات من خلال المدرسة الإلكترونية حديثة ومتجددة باستمرار . · تزوِّد الجميع بالقدرة علي تبادل المعرفة والمعلومات وتبادل التغذية الراجعة (Feed Back) من خلال إمكانية الاتصال بالخبراء في مختلف المجالات . ·


ويضيف دي سيكو وآخرون مجموعة مزايا للمدرسة الإلكترونية وللإنترنت تتلخص فيما يلي:


■- توفير فرصة تعليمية غنية ذات معنى ، فالطلاب مع شعورهم بالسيطرة والتحكم على تعلمهم يتحكمون بمدى تقدمهم الأكاديمي ويشاركون برؤيتهم وتجاربهم مع الآخرين أكثر من أولئك الذين لا تتوفر لديهم فرصة التعلم عبر المدرسة الإلكترونية ، ويمكن تطوير هذه القدرات بواسطة الاتصال مع الأصدقاء والزملاء ومشاركتهم للأفكار .
■- تطور مهارات الطلاب على مدى أبعد من مجرد تعلم محتوى التخصص حيث إن ما يميزهم في هذا العصر قدرتهم على اكتساب مهارات مثل القيادة ، وبناء الفريق ، ومهارات التواصل الجيد ، والتفكير الناقد، وحل المشكلات ، كما أن استخدام المدرسة الإلكترونية عبر الإنترنت يُزيد من احتمالية اكتساب الطلاب لتلك المهارات .
■- التعلم من خلال المدرسة الإلكترونية عبر الإنترنت يوفِّر بيئة تعليمية غير مقتصرة على غرفة الصف أو على زمن معين ، كما إن التحرر من الوقت والحيز يحفز العلاقات مع الآخرين من أجل التغذية الراجعة والحصول على المعلومات من مصادر مختلفة بالإضافة إلي تكوين قدرات ذاتية .
■- أيضاً فإن التعليم باستخدام المدرسة الإلكترونية عبر الإنترنت يوفر فرصة تطوير مهني وأكاديمي كبيرة للمعلم عند الاشتراك بالمؤتمرات الحية من خلال البريد الإلكتروني أو شبكة الاتصال المباشر ، والحوار بين الأكاديميين بحيث يظل على اتصال بالتطورات الأكاديمية الحديثة في العالم . ومن خلال هذا الاتصال الأكاديمي فان المعلم يُعد بمثابة القدوة لطلابه .
ويرى وايزنبيرج أن من ميزات المدرسة الإلكترونية:


■- ملائمة هذا النوع من التعليم للطلاب في ضوء التغيرات التكنولوجية المتلاحقة .
■- شغل أوقات الفراغ والقضاء على مشكلة البعد الجغرافي .
■- زيادة التفاعل بين المعلم والمتعلم في ضوء تلك البيئة التعليمية الحديثة .
■- زيادة جودة التعليم ، وزيادة فعَّالية التعلم والبعد عن البيئة الروتينية والنظام التقليدي .
■- زيادة عدد قواعد البيانات والمصادر التعليمية الأخرى المؤثرة إيجابياً في التعلم .
وبصفة عامة عند تعامل الطلاب في عالم المدارس الإلكترونية يبدأ التعلم التفاعلي في الظهور، وسريعاً ما يكون السمة الأساسية لهذه النوعية من المدارس، ويصبح التعلم أكثر تشويقاً بالنسبة للطلاب في هذه البيئة التفاعلية.


المدرسة الافتراضية والمدرسة الإلكترونية:
ويمكن تصنيف نوعين من التعليم في المدرسة الإلكترونية هما:


الأول: المدرسة الإلكترونية الافتراضية:


وهي مدرسة لا توجد على الطبيعة فلا يستطيع المتعلم الذهاب لها؛ إنما هي موجودة على شبكة الإنترنت وفيها يستطيع المتعلم أن يتعلم عبر موقع المدرسة، ويتراسل مع معلمه عبر البريد الإلكتروني ويشارك في حلقات النقاش الفردي والجماعي، ويؤدي ما عليه من واجبات ويزور المكتبة ومراكز المعلومات المختلفة ويبحر في هذا العالم الفسيح عبر محركات البحث المتعددة.


الثاني: المدرسة الإلكترونية:


وهي مدرسة شبيهة بالمدارس العادية، ولكن تختلف بوجود فصول إلكترونية متكاملة، حيث يجلس كل متعلم أمام جهاز كمبيوتر (محمول أو ثابت)، فلا يوجد كتب مع المتعلم، فموقع المدرسة على الإنترنت والإنترانت قد جهز لكل مرحلة جميع ما تحتاجه من مقررات، وزاد في ذلك بإيجاد روابط لكل درس، وجعلها متنوعة ومختلفة، وأوجد لها طرقاً عديدة من التقويم، منها ما هو ذاتي ومنها ما هو من قبل المعلم وما هو جماعي. ويقوم المعلم بالتوجيه والإرشاد والتعليق أكثر من الشرح والتدريس، ويكلف الطلاب بالواجبات والتمارين الحية التي تجعلهم يبحرون في موقع الدرس، والروابط المختلفة، ويرسلون الإجابات بعد ذلك عبر البريد الإلكتروني للمعلم.والملاحظ هنا أن جميع جزئيات التعليم إلكترونية، حيث تم استخدام الكمبيوتر والشبكة العنكبوتية "الإنترنت"، والشبكة الداخلية للمدرسة "الإنترانت"، كمصدر من مصادر التعلم.


متطلبات المدرسة الإلكترونية:
تتطلب المدرسة الإلكترونية ما يلى:


1- إعداد جميع العاملين في المدرسة (مدير، وكيل، مرشد، معلمون، إداريون) وتهيئتهم للعمل في البيئة الإلكترونية عبر العديد من المحاضرات والورش والدورات التدريبية، واستبعاد من لا تكون لديه الرغبة في العمل بهذا النظام.


2- تجهيز المدرسة بكل ما تحتاجه من أجهزة و أدوات للعرض وربطها بالشبكات الداخلية والخارجية.


3- تهيئة المتعلم للتعلم بالطريقة الإلكترونية، وإشعار أولياء أمورهم بذلك.


4- تجهيز شبكة متكاملة داخلية (إنترانت).


5- تجهيز موقع للمدرسة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).


6- إعداد المناهج بطريقة تسمح بعرضها إلكترونياً على أجهزة الحاسب في موقع المدرسة (على الشبكة الداخلية)، وتزويدها بجميع الوسائل التوضيحية.


7- تجهيز وسائل لتقويم كل درس (اختبار ذاتي، اختبار من قبل المعلم، أسئلة عامة على الدرس).


8- ربط جميع مفردات المنهج بمواقع أخرى لمزيد من الفائدة وتوسيع المدارك.


9- تجهيز بريد إلكتروني لكل متعلم.


10- تجهيز بريد إلكتروني لكل معلم.


مميزات التعلم من خلال المدرسة الإلكترونية:
يتميز التعلم من خلال المدرسة الإلكترونية بما يلى:


(1)- تحويل المقررات (الكتب الورقية) إلى مقررات إلكترونية مدعمة بالصور والشرح والأفلام والتسجيلات والرسومات البيانية؛ كي تساعد الطلاب على الفهم والاستيعاب.


(2)- القضاء على ظاهرة عدم متابعة الدروس (بسبب الغياب أو المرض أو السفر)، حيث يستطيع المتعلم متابعة الدروس في المنزل، أو من أي مكان آخر على جهازه المحمول.


(3)- يستطيع ولي أمر المتعلم متابعة ابنه عبر بريد خاص في أي وقت طوال السنة.


(4)- إتاحة الفرصة للمتعلم للتعلم طوال أيام السنة (قبل الدرس، بعد الدرس، طوال اليوم، في أيام الإجازات والعطلات).


(5)- في هذا الجانب يبتعد المعلم عن التقليدية عبر طرق تدريس حديثة.


(6)- تنمية النقاش الصحي بين المعلم والطلاب، وبين الطلاب أنفسهم، واكتساب مهارة النقاش واحترام آراء الآخرين.


(7)- تنمية مفهوم المراسلة والكتابة عبر البريد الإلكتروني بين المعلم والطلاب، وبين الطلاب أنفسهم (عبر العمل كفريق) وهذا غاية قديمة للتعليم.


(8) - السهولة في الوصول إلى المادة العلمية وإلى المعلم وإلى مدير المدرسة.


(9)- التجديد في طرق التقويم، وإمكانية تقويم المتعلم ذاتياً طوال اليوم.


(10)- تنمية المنافسة الشريفة بين الطلاب عبر وضع قائمة الشرف في الموقع المتاح للجميع، ووضع أبرز إنجازات الطلاب ومقتطفات ونماذج من أعمالهم وكتاباتهم.


(11) - يصبح المتعلم في هذا النوع من التعليم هو محور العملية التعليمية وهذا لب التدريس الفعال. (12)- توفير الورقيات. (13) - اعتماد مبدأ الجودة و توظيف التكنولوجيا كأساس جديد في التعليم.